الخميس، 19 مارس 2015

بين شعب بياخد سيلفي وشعب بياخد اعدام




بقلم: إسماعيل أبوزيد

كانت من مبررات شعب الثالث من يوليو للإطاحة بمرسي انه عندما خطب في أنصاره الذين جاءوا لمناصرته امام الاتحادية قائلا (اهلي وعشيرتي) فكانوا له بالمرصاد، مرسي يريد ان يقسم الشعب، مرسي يخطب في اهله وعشيرته، مرسي ليس رئيس لكل المصريين، وانطلقت الأذرع الإعلامية وأطلقت لنفسها العنان فأنها فرصة لا تعوض لقد وقع الرجل بلسانه، وهتف حمدين صباحي هذا المرسى لا يمثل كل المصريين فهو يمثل اهله وعشيرته وجماعته ومن الان سقطت شرعيته، وكانت اكثر كلمة من الممكن ان تسمعها لحمدين في هذه الفترة وعقب كل حدث مرسي سقطت شرعيته حتى عندما سحلت الداخلية حماده صابر الذي اتضح فيما بعد انه من اسفين يا ريس.

هذه الكلمة وما ترتب عليها جعلت كثير من المصريين يعتقدون ان مرسي أدى بمصر الي انقسام مجتمعي فوجب عليهم ان يثورا مرة أخرى للإطاحة به، جدير بالذكر هنا انه ليس عيب ان يثور الشعب من اجل أي مطلب شرعي، فلما كان انقلاب الثالث من يوليو ظن المصريين انهم تخلصوا من ذلك الرجل الذي قسم الشعب المصري الذي لم يكن رئيس لكل المصريين الذي كان يخطب في اهله وعشيرته فقط، فلنفرح جميعا بالانتصار الذي حققه المصريين اليوم وفقط بعد الثالث من يوليو الشعب المصري علي قلب رجل واحد، وفي اليوم التالي تفاجئ المصريون بالقتل والاعتقال والاقصاء الكامل لفصيل كبير من الشعب واغلاق الكثير من القنوات حيث لم يبقى في مصر سوى صوت واحد وهو صوت الانقلاب وهنا غنى أحد المطربين متفاخراً ( انتو شعب واحنا شعب ) !!!
ثم كان الحدث الأعظم الا وهو مذبحة القرن مذبحة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة التي راح ضحيتها الالاف من معارضي الثالث من يوليو، تعتبر اكبر عملية إبادة جماعية في التاريخ المعاصر وفي تاريخ مصر القديم والحديث حيث لم يسبق ان قتل حاكم مصري هذا العدد من المصريين، نعم هذا ما كان يعتقده السيسي انه بفض رابعة سينتهي هذا الصداع وسنتخلص من الاخوان نهائيا بدون رجعة وهنا خدعوك مستشاريك يا جنرال حيث انه لم يحدث في التاريخ ان تُقتل الفكرة بالرصاص او ان يُحبس النور بالحرس او ان تهزم عصابة شعب، واستمر الانقلاب في تقسيم الشعب حتى أصبحت الاذرع الإعلامية تنادي بإعدام وقتل الاخوان وهذه الكلمة التي أصبحت تشمل كل من يعارض الانقلاب حتى انهم اتهموا مسيحيين أمثال هاني سوريال ورامي جان ونفين ملاك بانهم اخوان مسلمون، نعم هذا ما يحدث في مصر اذا اردت ان تكون من شعب الانقلاب عليك ان لا تفكر فهم سيفكرون مكانك عليك ان تصدق كل ما يقولونه لك، ابدا لا تستخدم عقلك عندما تعلم ان اجمالي احكام الإعدام في مصر ضعف عدد احكام الإعدام في جميع دول العالم مجتمعة !!!!!
عليك ان لا تستخدم عقلك عندما تعلم ان مبارك برئ وان الثوار هم من قتلوا نفسهم والاخوان هم من قتلوا نفسهم وجمهور الزمالك قتلوا أنفسهم وكما يقول الابراشي لاحد متصليه مش عايز الداخلية تكون القاتل الجاهز عندك.
ولا يسعنا هنا ان ننسى انه اثناء المؤتمر الاقتصادي عندما كان السيسي يلتقط السلفي في وسط الجميلات في شرم الشيخ كان ناجي شحاته أحد قضاه الانقلاب وفي غضون يومين يحكم على أكثر من عشرون شخصا بالإعدام، فهل أنقذ السيسي مصر من الانقسام؟!!!